الدار تروي قصص اصطياد الشرطة للأسود والثعابين والكلاب المتوحشة

الخرطوم : سراج النعيم كشف المساعد شرطة محمد حسين جلك الشهير بـ( الرجل الذي قبض الأسد) تفاصيل مثيرة حول بلاغات القبض علي الحيوانات المتوحشة ( أسود وثعابين وكلاب متوحشة.... والخ) وذلك من خلال خدمته في شرطة حماية الحياة البرية علي مدي ( 28 عاماً ) متصلة. وقال : أنا في الأصل من مواليد مدينة ( وادي حلفا) التي انتقلت منها للعيش في الخرطوم ثم التحقت بشرطة ولاية الخرطوم فوزعتني ضمن أفرادها بالخرطوم بحري في العمل الجنائي الذي ظللت فيه ( 8 سنوات) التحقت بعدها بشرطة ( حماية الحياة البرية) وقضيت فيها ( 28عاماً) لأنني اهوي اصطياد الحيوانات المتوحشة منذ الصغر حيث كنت أطارد صغار ( المرفعين) في الصحراء القريبة من مدينتنا وأتذكر ذات مرة أنني ألقيت القبض علي ( مرفعين) صغير ثم تفاجأت بأن والدته قد ظهرت في المشهد وبدأت في مطاردتي حتى أطلق سراحه فتهربت منها إلي أن اقتربت من المدينة التي صادف أن هنالك عربة كانت تسير بسرعة دهست المرفعين حتى الموت. وتابع : أما حياتي العملية فبدأتها كما أسلفت بالالتحاق بشرطة حماية الحياة البرية في العام 1989م ومنذ ذلك العام لا يغلبني أي حيوان مهما كان متوحشاً. ما هو أول بلاغ تعاملت معه ؟ قال : كان بلاغاً يتعلق بـ( نمر) خرج من قفص الحديقة القديمة في العام 1992م فادخل الذعر والهلع في نفوس مرتاديها ما أدي بهم للخروج منها فأخذت شبكتي وتوجهت بها إلي هناك وبدأت في محاولة إلقاء القبض عليه إلا أنه قفز من الشجرة التي تسلقها علي معاوني ( وليم ) فأصابه إصابة بليغة الأمر الذي قادني إلي استقلال ذلك الوضع وإدخاله القفص. وماذا؟ قال : كلفت بمهمة صعبة جداً تمثلت في ترحيل الحيوانات المتوحشة من الحديقة القديمة إلي الحديقة الجديدة وكان أن قبلت التكليف رغماً عن التحديات وكان من بين تلك الحيوانات أسداً حاولت أخراجه من القفص إلا أنه أول ما شاهدني هجم علي فلم يكن أمامي إلا أن ادخل يدي في فمه وأقاومه بالرغم من أن الخطر كان محدقاً بي المهم أنني تمكنت من إدخاله في الصندوق المخصص للترحيل فيما أسعفت أنا إلي المستشفي مصاباً في الأصبع الذي تمت خياطته بصورة خاطئة فلم يعد إلي وضعه الطبيعي. وماذا عن ترحيل ( القرنتية) من الخرطوم إلي عطبرة؟ قال : من المعروف أن ( القرنتية) مجرد ما تم إخراجها من الماء يتشقق جسمها وتسيل منه الدماء وعندما تمت مشاورتي حول نقلها.. قلت : ليس هنالك مشكلة وكان أن أحضرت ( شاحنة) ورفعت فيها ( القرنتية) بالونش مدعماً ذلك ببرميل من الماء وجولات ( خيش) وظللت طوال الطريق من الخرطوم إلي عطبرة أصب الماء علي جسدها إلي أن أوصلتها مدينة عطبرة إلي هنا لم تكن هنالك مشكلة ولكن المشكلة حدثت عندما أتكسر ( الونش) أثناء إنزال القرنتية من ( الشاحنة) ما اضطرني إلي رفع رجلها إلي أن نزلت في الماء. ما قصة ترحيل وحيد القرن من الخرطوم إلي الولايات المتحدة الأمريكية؟ قال : شاركت في ترحيل وحيد القرن من حدائق 6/ ابريل إلي أمريكا بعد أن صومناه عن أكل ( القش ) حوالي الأربعة أيام وعندما أزفت ساعة إدخاله للقفص وضعنا ( القش ) داخله حتى يضطر إلي التوجه نحوه إلا أنه رفض الفكرة نهائياً وعندما شاهده الفيل متأثراً بدأ يعطيه من ( القش) المخصص له ما حدا بالأمريكان تخديره في العام 1990م. وحول الفيل؟ قال : الفيل بطبعه ولوف جداً وعندما أردنا ترحيله من حدائق 6/ ابريل رفض الأكل والشرب إلي أن توفي. وعن بلاغات الكلاب المتوحشة والنحل؟ قال : بلاغات النحل لم نكن نتعامل معها قبلاً بل كان تتلقاها شرطة المطافي أما الكلاب المتوحشة فقد كان يتم الإبلاغ عنها لدي شرطة أمن المجتمع قبل أن توول لشرطة حماية الحياة البرية حيث تم ذلك من خلال بلاغ وزارة الخارجية الذي كان يفيد بأن هنالك كلاباً ضالة تعاملنا معها ومن ساعتها أصبحت شرطة أمن المجتمع تحول لنا مثل هذه البلاغات فشكلنا تيم لتلقي البلاغات الخاصة بالكلاب الضالة والمتوحشة التي ظهرت في ولاية الخرطوم ومن البلاغات التي تلقيتها بلاغ عن كلب متوحش اقتحم منزلاً بحي الصافية ببحري وهو شرساً جداً وكان كلما نشنت عليه يهجم علينا بصورة مخيفة إلي أن تمكنت من إصابته ورغماً عن الإصابة كان يحاول الهجوم علينا وهكذا إلي أن توفي فهي في اعتقادي هجين وعندما جاعت دخلت المدينة بحثاً عن الأكل وفي ظل بحثها تهجم علي كل من يعترض طريقها كالذي حدث بالضبط في حالة احدي السيدات المعاقات حركياً بالدروشاب حيث انه عضها في رجلها حتى سبب لها الأذى الجسيم فلم يكن أمامي بداً سوي أن طاردته بالعربة من ( الدروشاب) إلي ( الازيرقاب) وهناك استطعت أن ادهسه بالعربة رغماً عن أنه كان سريعاً جداً. ماذا عن بلاغات الثعابين؟ قال : أثناء عملي تلقيت اتصالاً هاتفياً بأن هنالك ثعباناً ظهر داخل عربة تايوتا صالون لدغ سائقها الذي أسعف إلي المستشفي فيما ظل الثعبان محتلاً للعربة وعلي الفور تحركت إلي موقعه وحين وصلت وجدت العربة مغلقة فسألت عن مفتاحها؟ فجاءني الرد بان صاحبها أغلقها قبل أن يتم إسعافه المهم أنني فتحت الباب ودلفت إلي داخلها وظللت أبحث عن الثعبان فلم أجد له أثراً ما اضطرني إلي إحضار مبخر وضعت فيه بخوراً وشطة ودخلت به للعربة وأغلقتها فبدأ الدخان متصاعداً ما أدي به أن يخرج من مخبئة الذي كان يختبئ فيه تحت مقود تحكم القيادة فأخرجت المبخر من العربة وعدت إليها مرة آخري فظل يناور فيّ متجولاً داخلها ما قادني إلي إحضار المبخر مرة ثانية إلي أن ملأ الدخان العربة فقفز نحوي فأمسكت به حياً وعندما احضر صاحب العربة من المستشفي رفض رفضاً باتاً قيادة عربته رغماً عن استخراج الثعبان منها إلي أن تم إيصالها له إلي منزله وهي أشبه بواقعة الثعبان الذي أرعب ركاب الحافلة التي كانت تمضي في طريقها من الخرطوم إلي مدينة ودمدني. وأردف : أما الثعبان الثاني فكان في منطقة الكدرو التي تلقيت منها بلاغاً فسألت المبلغ أين أنتم الآن؟ قال : خارج المنزل فتحركت إليهم سريعاً وقلت لهم : أين الثعبان؟ قالوا : في الغرفة وحينما دخلت إليها بحثت عنه بحثاً مضنياً فلم أجد له أثراً فانتقلت منها إلي المطبخ وبحثت فيه أيضاً ولم أجد له أثراً إلا أنه لفت نظري ( كيس) به طلح وعندما حاولت رفعه اطل الثعبان برأسه فأحضرت العصا ولكنه ظل يناورني ثم حاول أن ( يبصق) في وجهي فتجاوزته حتى لا يصل عيني لأنه يعمي الإنسان فكلما أحس بالخطر يقف علي طوله ويمد رأسه لصد الهجوم بالبصق وأنا أول ما عرفت أنه يريد أن يخرج لسانه غيرت مكاني إلي أن ألقيت عليه القبض وأخذته معي حياً إلي منزلي حوالي الساعة الثانية صباحاً وعندما أدخلته المنزل قالت زوجتي : أما أنا أو الثعبان ما حدا بي إخراجه من المنزل ووضعه في العربة فهو إلي هذه اللحظة التي أتحدث فيها إليك عائشاً. وفي ذات السياق قال : أتذكر أن ثعباناً كبيراً يحتل منزلاً بمدينة امدرمان وهذا المنزل فخيماً يجاور الكبري بشكل مباشر حاولت أن القي القبض عليه إلا أنني لم استطع فكل ما حاولت ذلك يأتي بجانبي ثم يذهب مني بعيداً فتأكدت أنه ليس ثعباناً بل هو شيء اخر يظهر في هيئة الثعبان لذلك تركته وإلي الآن يحتل المنزل الفخيم بامدرمان والذي شاهدته فيه في هيئات مختلفة فتارة يظهر ثعباناً وتارة أخري سحلية أو صقراً وهل تصدق أنه كان يطفئ الإنارة ويوقدها ويفتح الأبواب ويغلقها ومن كان غير مصدقاً لهذه الرواية فأنا علي أهبة الاستعداد إلي أن أرافقه إلي هناك حتى يري ما أشرت له عياناً بياناً الأمر الذي جعل هذا المنزل خالياً من السكان. وذهب إلي حديقة بالخرطوم بحري؟ قائلاً : في تلك الحديقة يوجد ثعباناً سألت من ابلغوني منذ متى ظهر لكم هذا الثعبان؟ قالوا : له ما يقارب الـ( 15 ) عاماً ولكن كلما أردنا أن نحرق هذه الأشجار يظهر لنا وعندما بدأت التعامل معه بطريقتي بدأ يردد صوتاً يشير إلي أن هذه المنطقة يجب أن لا تحرق وأنه سيرحل من هذا المكان فقلت للمبلغ : هذه المنطقة لا تحرقها وظللت أراقب في الثعبان من علي البعد إلا أنه لم يظهر فيما قال المبلغ إنه كان يومياً يظهر لهم ما جعل البعض من العمال يتركون العمل بما في ذلك حقوقهم المالية. وواصل قائلاً : أما في منطقة ( الجريف) فقد كان هنالك ثعباناً داخل منزل فذهبت والقيت القبض عليه وبالرغم من ذلك رفضت صاحبة المنزل العودة إليه مجدداً علي أساس أنها لم تقتنع أن الثعبان الذي شاهدته هو نفسه الذي أخرجته من منزلها فعدت إلي داخله مرة ثانية وبحثت فيه بحثاً دقيقاً فلم أجد ثعباناً آخراً ما قادها إلي أن ترحل عنه وتتركه خالياً. واستمر : اتصلت احدي السيدات بشرطة حماية الحياة البرية لإنقاذ كديستها التي تشربكت في شجرة ( نبق) في منزلها بمنطقة شرق النيل فقلت لها : احضري خشبة طويلة واربطيها بـ( سلك) ثم اسحبي القطة فقالت : ستموت.. فقلت : وهل أنتي تريدينها علي قيد الحياة؟ قالت : نعم ثم أردفت قائلة : لقد ربيتها منذ صغرها فأغلقت الهاتف. ما هي أكثر فصول السنة بلاغات في هذا الإطار؟ قال : في الصيف. كم بلاغاً تلقيت من خلال شرطة حماية الحياة البرية؟ قال : حوالي ( 888 ) بلاغاً مدونة جميعاً بطرفي وأغلبها بلاغات للثعابين والكلاب المتوحشة والنحل. حول بلاغات النحل ؟ قال : تلقيت في الأيام الماضية بلاغاً بأن هنالك نحل في مدرسة أصاب بعض الطالبات الصغار بالصافية بالخرطوم بحري وكان أن توجهت إلي المدرسة وبعد مشاهدة مكان النحل ذهبت إلي محل بيع الطرمبات الزراعية وأخذت منه واحدة بالإضافة إلي جازولين خلطه بالبدرة وفرغتهما في الطلمبة إلي جانب أنني أحضرت سلم من جيران المدرسة وبدأت في رش الفتحة التي في اعلي سقف الفصل حيث كان هنالك جزء من النحل يسقط علي الأرض ميتاً بينما هنالك جزء آخر يضرب في جسدي ولا أحس به لأنني كنت ارتدي اللبسة الواقية وأغلقت تلك الفتحة بالجبص وما أن انتهيت من هذه المرحلة إلا وتفاجأت بفتحة أخري مليئة بالنحل وما أن نزلت من السلم إلا ووجدت النحل أمامي يخرج من فتحة ثالثة بالقرب من أرضية الفصل فأغلقت فتحته وجمعت ادواتي وأنا خارج ظهرت فتحه رابعة أمام الباب فهجم علي النحل فلم أجد أمامي بداً سوي أن احضر إطار سيارات وأشعل فيه النار ثم رشيته بالمادة القاتلة إلي أن تمكنت من قتله وكان أن غادرت المدرسة لاتلقي منهم اتصالاً في اليوم التالي مؤكدين أن النحل ظهر مجدداً في الفصل فقلت لهم ليس أمامكم حل إلا إسقاط الحائط الذي أصبح مليئاً بالعسل. أتذكر أنني تعاملت مع بلاغ نحل في ابوحمامة التي كان بها شجرة ( نيم ) بالقرب من احدي المحلات التجارية مليئة بالنحل الذي لسع مصرياً تم إسعافه إلي المستشفي أما الحصان فقد توفي متأثراً بلسع النحل وأنزلت الخلية من الشجرة بعد معاناة شديدة نسبة إلي أنها كانت خلية كبيرة. وأشار الي بلاغ آخر قائلاً : في الجريف شرق كان هنالك بابور يقف بجوار موقع بسط الأمن الشامل وهو ملئ بخلية نحل مهما وصفتها لك لن تستطيع تخيلها وعندما بدأت رشه ظهر بكثافة شديدة فلم يكن أمامي حل غير أن احضر سائقه والبسه لبستي الواقية من لسع النحل ثم طلبت منه أن يقود البابور بما فيه من نحل ويخرجه من المنطقة السكانية وكان أن فعل وعاد إلي فلبست اللبسه منه وأثناء ما كنت ارش في النحل جاء احدهم ماضياً في طريقه ما حدا بالنحل أن يهاجمه إلي أن أسقطه علي الأرض فتركت ما افعل فيه وتوجهت نحوه وامسك النحل بيدي وافركه فركاً شديداً إلي أن يموت وهكذا إلي أن اتصلت بالإسعاف الذي نقله إلي المستشفي التي تم فيها إنقاذ حياته حيث قال لي الطبيب لو كان تأخرتم به خمسة دقائق فقط كان فارق الحياة.