استضافتي من خلال ( مساء الجمعة ) بقناة النيل الأزرق

الخرطوم : سراج النعيممن خلال استضافتي عبر برنامج ( مساء الجمعة ) بقناة النيل الأزرق اكتشفت أن هنالك فرقاً كبيراً بين هذه القناة المضيفة والقنوات السودانية الأخرى في شكل الطرح والتناول للموضوعات.. فقناة النيل الأزرق تتميز عن غيرها بالمنوعات الجاذبة الخفيفة علي المتلقي الذي أصبح محكوماً بالظروف الاقتصادية القاهرة. وبما أن قناة النيل الأزرق يقف علي قيادتها الجنرال حسن فضل المولي فمن البديهي أن تكون علي رأس القنوات الفضائية السودانية المشاهدة علي نطاق واسع في الداخل والخارج فالرجل سخر كل خبراته الإعلامية من أجل التميز والاختلاف عن الآخرين فكان نتاج ذلك برامج وسهرات ذات طابع جاذب ليس للمشاهد وحده إنما للمعلن أيضاً وكما تعلمون فالإعلان يلعب دوراً كبيراً في استمرارية الأجهزة الإعلامية التي تجابه بمنصرفات كبيرة خلاف استئجار القمر الصناعي الذي جعل بعض القنوات السودانية تتوقف عن البث لعدم قدرتها علي استجلاب الإعلان الذي يغطي لها علي الأقل إيجار القمر وتكاليف إنتاج البرامج والإيفاء بحقوق العاملين والمستضافين. من الطبيعي أن يبحث المعلن عن القناة الأكثر انتشاراً لكي يوصل منتجه إلي أكبر شريحة لذلك لا تجده يخاطر بإعلانه في القنوات الفضائية ذات المشاهدة المحدودة التي دائما ما تجدها تشكو من شح الإعلان لديها ما يجعل القائمين علي أمرها يبحثون عن أسباب إحجام المعلن عنهم فيقومون بمتابعة برامج وسهرات قناة النيل الأزرق لمعرفة الكيفية التي تجذب بها المتلقي وفي ظل ذلك يقعون في خطأ كبير يتمثل في تقليد برامج وسهرات قناة النيل الأزرق بإنتاج برامج المنوعات في قوالب مشوهة وبالتالي ( لا طالت بلح الشام ولا عنب اليمن ) أي أنها لا قلدت النيل الأزرق ولا جذبت إليها المعلن ببرامج المنوعات. ويري عدد من الخبراء الذين فتحت معهم خطاً ساخناً بأن بعض القنوات الفضائية السودانية أصبحت نسخة مكررة من قناة النيل الأزرق وهذا التقليد الأعمى أضاف إلي قناة النيل الأزرق وخصم من تلك القنوات وعليه وضعت نفسها أمام خيارات صعبة في ظل ضعف الميزانيات المرصودة للإنتاج بصورة عامة ولعل هذه واحدة من المسببات التي جعلت قناة الخرطوم الفضائية تستغني عن خدمات عدد من العاملين.. وهكذا الأمثلة كثيرة والسبب الأساسي هو إحجام المتلقي عن المشاهدة التي استعاض عنها بتصفح الانترنت والتواصل المباشر عبر وسائط التقنية الحديثة الاجتماعية ( الفيس بوك ) و( الواتساب ) وغيرهما لأنه يجد فيها ما يلبي رغبته مع مشاهدة بعض القنوات العربية والأجنبية التي تجذبه بالبرامج المنوعة القوية التي ترصد لها الميزانيات الضخمة فمثلا برنامج ( ﻛﺎﺭﻛﺎﺕ) الذي تبثه قناة ( دبي ) الفضائية يتم إنتاجه بـ( 300) ﺃﻟﻒ ﺩﻭﻻﺭ فماذا عن القنوات الفضائية السودانية؟. ما يميز قناة النيل الأزرق أنها استفادت من برامج المنوعات للترفيه وطرح القضايا الساخنة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وفنياً وإنسانياً بشكل تلقائي ومبسط . من خلال استضافتي ببرنامج ( مساء الجمعة ) الذي ينتجه المنتج النشط الفرزدق ويقدمه المذيع المتمكن محمد عثمان وجدت انه يحمل بين طياته كل أدوات الجذب والإبهار البصري الذي نشاهده في إنتاج برامج المنوعات في الفضائيات العربية وتحديداً الخليجية واللبنانية. لا اتفق مع الآراء التي تشير إلي ضعف الكوادر الإعلامية السودانية في مجال المنوعات بدليل أن تلفاز السودان وقناة النيل الأزرق خرجّوا كوادر سودانية حققت نجاحات كبيرة علي مستوي الإعلام العربي والعالمي أبرزهم الكتبي والطيب عبدالماجد وعمار عبدالرحمن ومحمد الطيب وسعد الدين إبراهيم وآخرين ما يؤكد أن برامج المنوعات تحتاج لأن ترصد لها الميزانيات الضخمة التي حينما تتوفر تكون المشاهدة عالية جداً وجاذبة للمعلنين. لابد للقنوات الفضائية السودانية من إعادة حساباتها حول مسألة تقليد برامج منوعات قناة النيل الأزرق حتى تتمكن من خلق شخصيتها التي تميزها عن غيرها وتستطيع بها جذب جمهورها لا البحث في جمهور قناة منافسة في الفضاء الشاسع وهذا لن يتحقق إلا في حال أنها أعادت النظر فيما تطرح آنيا وأن تسعي إلي استقطاب كبار النجوم السودانيين وتجديد الأفكار في برامج المنوعات اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ وان تهتم بقضايا المتلقي حتي تخرجه من حالة الاكتئاب الذي ظل يلازمه لتشابه برامج القنوات الفضائية السودانية التي لا تجيد تجويد وإنتاج المواد المطروحة أن كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو فنية فالمنتج لها يستسهل الإنتاج والاستسهال مرفوض في العمل الإعلامي نسبة إلي انفتاح الفضاء للجميع فأنت في ثواني يمكنك أن تشاهد حدثاً كبيراً في ابعد بلاد الدنيا مثلا الصين من خلال الريموت كنترول الذي منح المتلقي الحرية في إختيار ما يود مشاهدته مما هو مطروح عبر القنوات الفضائية المختلفة.